الثلاثاء، 21 يونيو 2011

سجّل : أنا مغربي

خطاب ملكي بعبق الربيع, و ريح تغيير بنسمات أطلسية, وخميس خير و كرامة و سيادة.. في انتظار مناخ سياسي و اجتماعي و اقتصادي سليم.

إنه يوم تاريخي سيتذكره المغاربة بفخر و فرح, و سيدرس الصغار في المدارس أنه في عز الثورة حينما كانت الشعوب تسقط دكتاتورييها, كان ملك المغرب يقود الإصلاح مع شعبه, حينما صم الطغاة آذانهم, كان ملك المغرب ينصت لشعبه و يعده في خطاب شجاع و شامخ , بالحرية و التقدم و التخليق و المحاسبة.

يدب الدفء في جسدك و أنت تسمع خطابا ملكيا جريئا و قويا يتجاوب مع مطالب شعب كريم شريف تواق لدولة الحق و المؤسسات, شعب محب لأرضه و ملكه, محب للخير و السلم و النجاح و البناء..

شعب مناضل و مكابر و صبور يستحق الإعجاب و الاحترام, و يستحق أن يكون له ملكا بقيمة محمد السادس.

كم سعدت بهذا الخطاب, أحسست أن البلد يعيش مراسيم فرح استثنائية, و بأن زمن التغيير قد حل, و بأن المغاربة سيعيشون كاملي المواطنة في هدوء و أمان وبأن جسور الثقة ستشيد من جديد بين السلطة و الشعب.

منذ تولي الملك محمد السادس العرش و هو يلقي خطابات قوية في حضرة شعبه, و منذ اللحظات الأولى من توليه الحكم أخذ يبعث برسالات مباشرة و مشفرة للمسؤولين و رؤساء الأحزاب و البرلمانيين و القضاة, خطابات كثيرة حملت خارطة طريق للتغيير, لكنها ظلت حبيسة المكاتب و لم تخرج لتطبق على أرض الواقع, لأن الكثيرين لن يستفيدوا إن اتخذت تدابير إصلاحية لأنهم يغتنون بسبب غياب المراقبة و المحاسبة, ويمصون دماء البلاد و العباد و يعثون فسادا في كل مكان.

هؤلاء هم حجرة العثرة أمام كل إصلاح أو تغيير أو مبادرة..هؤلاء الخونة المرتزقة, عبدة الكراسي و الأموال و الأراضي و الثروات المتراكمة.

خطاب الملك إذن وعد من حبيب لحبيب, لا يُخذل و لا يُغير و لا يُنسى

وعد من ملك يحترم شعبه, و شعب يحب ملكه و يفتخر به, و يتباهى بمواقفه و مبادراته..وعد 9 مارس 2011 يجعلني أقول للعالم بأسره , سجل : أنا مغربي.

لا حاجة لنا لعداء غير مفهوم, و لا لتذكية الحقد و الضغينة بين الإخوة المغاربة من شمال المغرب إلى جنوبه, و لسنا في حاجة لمراقبين محايدين يسبحون مع التيار أينما سار يسيرون..

نحن في حاجة لشباب هذا الوطن, نسائه و رجاله و كل مكوناته كي نبني و نؤسس و نشيد و نصحح و نغير بحب و سلم و قوة و تعاون و إبداع و تقوى و إحسان, قوتنا في التحامنا شمالا و جنوبا شرقا و غربا, لن نترك المرتزقة يفرقون بيننا أو يزرعون العنف و الخوف في طرقاتنا, سنحمي هذا البلد بأرواحنا و أصواتنا و أقلامنا و دعواتنا, أن يحمي الله هذا البلد من أعداء الداخل و الخارج و يبارك في مسيرة الإصلاح و ثورة الملك و الشعب الجديدة..

ثورة الأطلس الشامخ, ثورة الريف الأبي, ثورة الجنوب الغالي, ثورة سوس العالمة, ثورة الشرق الشريف, ثورة المغاربة الشجعان..

و ثورة ملك..

"وإن إطلاقنا اليوم، لورش الإصلاح الدستوري، يعد خطوة أساسية، في مسار ترسيخ نموذجنا الديمقراطي التنموي المتميز، سنعمل على تعزيزها بمواصلة النهوض بالإصلاح الشامل، السياسي والاقتصادي والتنموي، والاجتماعي والثقافي، في حرص على قيام كل المؤسسات والهيآت بالدور المنوط به، على الوجه الأكمل، والتزام بالحكامة الجيدة، وبترسيخ العدالة الاجتماعية، وتعزيز مقومات المواطنة الكريمة

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب". صدق الله العظيم.

كم سعدت بخطاب الملك.

ليست هناك تعليقات: