خص الصحفي المتميز محمد خاتم حلقة ليلة الخميس من برنامج "تحقيق" عن وضعية الجالية المغربية بإسبانيا التي تأثرت بشكل كبير من الأزمة الاقتصادية العالمية كباقي المهاجرين بدول أخرى, وفي الوقت الذي تتكتم العديد من الجهات في البلد عن مدى تأثير هذه الأزمة على الاقتصاد المغربي و على المواطنين, فإن البرنامج رصد و بوضوح واقعا أليما مريرا تعيشه الأسر المغربية و العمال و العاملات بأرض الجيران..لقد كانت الجالية المغربية بالخارج و لسنين طويلة عنوانا للنجاح و الكسب و العملة الصعبة, أولئك القادمون بداية كل صيف يقودون سيارات كبيرة مليئة بالهدايا و العطايا, تستقبلهم التلفزة و الأبناك بالهتاف و الترحاب و الكثير من الضجيج الذي يخمد بمجرد انتهاء فترة عطلتهم إذ يغادروا في صمت و قد فرغت سياراتهم مما حملته في انتظار موسم عودة جديد و طلبات لا تنتهي من ذويهم في المغرب, دراجات هوائية و حقائب و ملابس و آلات المطبخ و العطور و الأحذية الرياضية و مساحيق التجميل..أشياء كثيرة أغلبها موجود بكل أسواق البلد و أحيانا بأثمنة أقل و ربما بجودة أكبر.
هؤلاء " الأسخياء" معظمهم يبعث بمبلغ محترم إلى أهله بالوطن, حتى أن هناك أسر لا معيل لها سوى أحد أفرادها المهاجرين, وهناك من الشباب من لا يفكر في العمل كونه يستفيذ مما تبعثه أخته كراتب آخر كل شهر, هناك أيضا العديد من التلاميذ و الطلبة الذين استطاعوا إتمام دراستهم بفضل أخ أو أخت بالمهجر, وقد أنقد العديد من هؤلاء أسرهم من هم الكراء أو انتشلوهم من دور الصفيح واقتنوا لهم بيوتا تحترم إنسانيتهم.
لذلك لا أحد ينكر فضل جاليتنا في الخارج سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي و المالي أو حتى التنموي إذ يعود الفضل لأفراد الجالية المغربية في بناء الطرق و المدارس و إيصال خيوط الكهرباء و خطوط الهاتف و صنابير المياه إلى العديد من المدن و الدواوير من الشمال إلى الجنوب.
لكن شتان بين الأمس و اليوم..
لقد فضح برنامج "تحقيق" بالصوت و الصورة الضياع و الألم و الخوف الذي يعيشه أبناؤنا هناك بالضفة الأخرى, أسر تقتات من تبرعات الجمعية الإسلامية و أخرى تنتظر عطف الأصدقاء و المقربين, وشباب هائم في شوارع إسبانيا بدون وجهة بحثا عن شغل مستحيل, لقد أصبح الوضع لا يطاق, ومهاجرونا يعدّون أنفسهم لمواجهة الأسوء و هم يتحسرون على أيام مضت بصوت متلعثم مرتعش و قد وضعوا رؤوسهم بين أكفهم متسائلين كيف سيكون الغد.
لقد شعر المهاجرون المغاربة بالمهانة كون إسبانيا تخلت عنهم بعد أن بنت مجدها على أكتافهم, لقد رمت إليهم بالفتات فيما أسمته "المغادرة الطوعية" –ليس بالصيغة المغربية الدسمة- و طلبت منهم شد حقائبهم و ترك بلد هم صانعوه, مدن كاملة شيدها المغاربة بسواعدهم, كل حقول إسبانيا تعرف أبناء هذا الوطن و تذكر كم اشتغلوا و كدوا و انحنوا كي تتفتح زهور البرتقال و التوت و الشمندر.
لقد كسر المهاجرون المغاربة بإسبانيا الصمت, وتكلموا بصراحة صادمة و هم واقفون في الحدود بين وطن و وطن كطيور ضائعة لا بيوت لها.
فوضعهم لا يسر أبدا, بالكاد يوفرون قوتا يوميا لأولادهم, معظمهم سيلقى به إلى الشارع بعد أشهر..
الأزمة العالمية كوباء فتاك, كصعقة الكهرباء, كدوي الرعد..كطائرة تهتز بين السماء و الأرض, لكنهم يطمئنوننا بأننا في كوكب بعيد إسمه "المغرب" أجمل بلد في العالم, شمسه لا تغرب أبدا و لون علمه أحمر تتوسطه نجمة خضراء..بعيد بعيد, محاط بأشعة لامرئية تجعله بمنأى عن كل الأزمات..
شتان بين الواقع و الخيال, و بين حال مهاجرينا في الأمس و مآلهم اليوم,و شتان بين المغرب الذي نريده و ذاك الذي نحيا فيه
هؤلاء " الأسخياء" معظمهم يبعث بمبلغ محترم إلى أهله بالوطن, حتى أن هناك أسر لا معيل لها سوى أحد أفرادها المهاجرين, وهناك من الشباب من لا يفكر في العمل كونه يستفيذ مما تبعثه أخته كراتب آخر كل شهر, هناك أيضا العديد من التلاميذ و الطلبة الذين استطاعوا إتمام دراستهم بفضل أخ أو أخت بالمهجر, وقد أنقد العديد من هؤلاء أسرهم من هم الكراء أو انتشلوهم من دور الصفيح واقتنوا لهم بيوتا تحترم إنسانيتهم.
لذلك لا أحد ينكر فضل جاليتنا في الخارج سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي و المالي أو حتى التنموي إذ يعود الفضل لأفراد الجالية المغربية في بناء الطرق و المدارس و إيصال خيوط الكهرباء و خطوط الهاتف و صنابير المياه إلى العديد من المدن و الدواوير من الشمال إلى الجنوب.
لكن شتان بين الأمس و اليوم..
لقد فضح برنامج "تحقيق" بالصوت و الصورة الضياع و الألم و الخوف الذي يعيشه أبناؤنا هناك بالضفة الأخرى, أسر تقتات من تبرعات الجمعية الإسلامية و أخرى تنتظر عطف الأصدقاء و المقربين, وشباب هائم في شوارع إسبانيا بدون وجهة بحثا عن شغل مستحيل, لقد أصبح الوضع لا يطاق, ومهاجرونا يعدّون أنفسهم لمواجهة الأسوء و هم يتحسرون على أيام مضت بصوت متلعثم مرتعش و قد وضعوا رؤوسهم بين أكفهم متسائلين كيف سيكون الغد.
لقد شعر المهاجرون المغاربة بالمهانة كون إسبانيا تخلت عنهم بعد أن بنت مجدها على أكتافهم, لقد رمت إليهم بالفتات فيما أسمته "المغادرة الطوعية" –ليس بالصيغة المغربية الدسمة- و طلبت منهم شد حقائبهم و ترك بلد هم صانعوه, مدن كاملة شيدها المغاربة بسواعدهم, كل حقول إسبانيا تعرف أبناء هذا الوطن و تذكر كم اشتغلوا و كدوا و انحنوا كي تتفتح زهور البرتقال و التوت و الشمندر.
لقد كسر المهاجرون المغاربة بإسبانيا الصمت, وتكلموا بصراحة صادمة و هم واقفون في الحدود بين وطن و وطن كطيور ضائعة لا بيوت لها.
فوضعهم لا يسر أبدا, بالكاد يوفرون قوتا يوميا لأولادهم, معظمهم سيلقى به إلى الشارع بعد أشهر..
الأزمة العالمية كوباء فتاك, كصعقة الكهرباء, كدوي الرعد..كطائرة تهتز بين السماء و الأرض, لكنهم يطمئنوننا بأننا في كوكب بعيد إسمه "المغرب" أجمل بلد في العالم, شمسه لا تغرب أبدا و لون علمه أحمر تتوسطه نجمة خضراء..بعيد بعيد, محاط بأشعة لامرئية تجعله بمنأى عن كل الأزمات..
شتان بين الواقع و الخيال, و بين حال مهاجرينا في الأمس و مآلهم اليوم,و شتان بين المغرب الذي نريده و ذاك الذي نحيا فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق