شاهدت دعاية لنبذ العنف ضد النساء, و اطلعت على أرقام مخيفة لحجم النساء المعنفات سنويا بالمغرب, ولم أستغرب..
فرغم أننا في عصر التواصل بامتياز إلا أنه لازال هناك رجال لا أسلوب لهم في النقاش سوى الضرب و اللطم, ولا تفاهم بالنسبة لهم إلا عبر الاعتداء, ولا قوة بالنسبة لهم سوى قوة العضلات.
لم أستغرب لأننا بالنظر إلى كل مظاهر العنف النفسي و الجسدي المباشر و غير المباشر, البادي و الضمني..كل أشكال العنف المحيطة بنا و التي نعيشها يوميا في البيوت و الشوارع و الإدارات و الملاعب و قاعات السينما و المدارس..في كل مكان, لا يمكن أن نتوقع سوى العنف, لأنه ببساطة العنف يولد العنف و يخلق نزعة الصراع و الانتقام و التدمير.
جولة صغيرة في شوارعنا تكشف الاحتقان الدائم و البركان المشتعل المستعد دائما للانفجار و لأتفه الأسباب.
لم يعد المغاربة يطيقون بعضهم البعض, لذلك يفرغون غضبهم متى أتيح لهم ذلك , وطبعا في الأضعف منهم و الأقل قوة و حيلة.
العنف ضد المرأة ليس فقط ذاك الاعتداء الجسدي الذي تتعرض له النساء في البيوت من قبل جلاديهم, أقصد أزواجهم..بل له تجليات عدة كالتحرش في الشارع و العمل, و التضييق و التمييز و الاستغلال و الاضطهاد, مظاهر شتى تخفي الكثير من المسكوت عنه, أي ما لا ترويه النسوة خوفا و خجلا و تكتما.
الرجل الذي يضرب زوجته يعبر عن ضعفه لأنه لا يملك سبلا أخرى للحوار, لم يتعود على النقاش و الأخذ و الرد, رجل قاس و جلف و متجبر يعتدي على كائن أضعف منه و يتلذذ بتعذيبه, هؤلاء الطينة من الرجال مجرد التفكير فيهم يصيبني بالغثيان.
و هناك آخرون تستفزهم زوجاتهم, أولئك النسوة اللواتي يجدن متعة في الضرب كنوع من المازوشية, أو كنظرة متخلفة لقوة الزوج و سلطته الذكورية, هؤلاء الأزواج يحيون شذوذا تحكمه علاقة مرضية.
أما الرجولة الحقيقية فهي ذاك الحضور المبهم الذي يشعر الأنوثة بالأمان, ذاك الحضن الدافئ الذي يحميك..
ذاك الملاذ الذي لا هروب منه إلا إليه..
الرجولة ليست ضربا و صراخا و عنفا و اعتداء, إنها كلام سري غير منطوق, همس يوقظ القلب من غفوته و يسحب الروح من شرودها.
منْ علم الذكور أن الرجولة قسوة و ظلم و استبداد؟
منْ لقنهم أن الزواج حرب كبرى.. معركة الغلبة فيها للقوي..
من علمهم أن البيت حلبة للملاكمة تسقط فيها المرأة دائما بالضربة القاضية جريحة و منكسرة و مخذولة..
الرجولة أناقة روح و عذوبة لسان ورقة قلب و شموع مشتعلة لا تنطفئ أبدا..
و أسطورة الرجل القوي لا يخلقها الرجال بالعنف, بل تخلقها النسوة بالرقة و المودة, فتصنع الأنوثة أنانية الرجولة بانبهارها بها و احترامها و صونها.
ولو أننا تأملنا حكم الله تعالى في خلق مؤسسة الزواج لاستوعبنا قوله تعالى "و خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعلنا بينكم مودة ورحمة"..
إنها آية أبلغ من ألف دعاية و شعار.
فرغم أننا في عصر التواصل بامتياز إلا أنه لازال هناك رجال لا أسلوب لهم في النقاش سوى الضرب و اللطم, ولا تفاهم بالنسبة لهم إلا عبر الاعتداء, ولا قوة بالنسبة لهم سوى قوة العضلات.
لم أستغرب لأننا بالنظر إلى كل مظاهر العنف النفسي و الجسدي المباشر و غير المباشر, البادي و الضمني..كل أشكال العنف المحيطة بنا و التي نعيشها يوميا في البيوت و الشوارع و الإدارات و الملاعب و قاعات السينما و المدارس..في كل مكان, لا يمكن أن نتوقع سوى العنف, لأنه ببساطة العنف يولد العنف و يخلق نزعة الصراع و الانتقام و التدمير.
جولة صغيرة في شوارعنا تكشف الاحتقان الدائم و البركان المشتعل المستعد دائما للانفجار و لأتفه الأسباب.
لم يعد المغاربة يطيقون بعضهم البعض, لذلك يفرغون غضبهم متى أتيح لهم ذلك , وطبعا في الأضعف منهم و الأقل قوة و حيلة.
العنف ضد المرأة ليس فقط ذاك الاعتداء الجسدي الذي تتعرض له النساء في البيوت من قبل جلاديهم, أقصد أزواجهم..بل له تجليات عدة كالتحرش في الشارع و العمل, و التضييق و التمييز و الاستغلال و الاضطهاد, مظاهر شتى تخفي الكثير من المسكوت عنه, أي ما لا ترويه النسوة خوفا و خجلا و تكتما.
الرجل الذي يضرب زوجته يعبر عن ضعفه لأنه لا يملك سبلا أخرى للحوار, لم يتعود على النقاش و الأخذ و الرد, رجل قاس و جلف و متجبر يعتدي على كائن أضعف منه و يتلذذ بتعذيبه, هؤلاء الطينة من الرجال مجرد التفكير فيهم يصيبني بالغثيان.
و هناك آخرون تستفزهم زوجاتهم, أولئك النسوة اللواتي يجدن متعة في الضرب كنوع من المازوشية, أو كنظرة متخلفة لقوة الزوج و سلطته الذكورية, هؤلاء الأزواج يحيون شذوذا تحكمه علاقة مرضية.
أما الرجولة الحقيقية فهي ذاك الحضور المبهم الذي يشعر الأنوثة بالأمان, ذاك الحضن الدافئ الذي يحميك..
ذاك الملاذ الذي لا هروب منه إلا إليه..
الرجولة ليست ضربا و صراخا و عنفا و اعتداء, إنها كلام سري غير منطوق, همس يوقظ القلب من غفوته و يسحب الروح من شرودها.
منْ علم الذكور أن الرجولة قسوة و ظلم و استبداد؟
منْ لقنهم أن الزواج حرب كبرى.. معركة الغلبة فيها للقوي..
من علمهم أن البيت حلبة للملاكمة تسقط فيها المرأة دائما بالضربة القاضية جريحة و منكسرة و مخذولة..
الرجولة أناقة روح و عذوبة لسان ورقة قلب و شموع مشتعلة لا تنطفئ أبدا..
و أسطورة الرجل القوي لا يخلقها الرجال بالعنف, بل تخلقها النسوة بالرقة و المودة, فتصنع الأنوثة أنانية الرجولة بانبهارها بها و احترامها و صونها.
ولو أننا تأملنا حكم الله تعالى في خلق مؤسسة الزواج لاستوعبنا قوله تعالى "و خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعلنا بينكم مودة ورحمة"..
إنها آية أبلغ من ألف دعاية و شعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق