يبدو أننا لن نتعلم أبدا, ويبدو أننا نشبه بعضنا إلى حد كبير..أنانيون حد الموت, انتهازيون و عبثيون حد الجنون.
كل سنة, كل مصاب, كل كارثة تطل علينا نفس الوجوه بنفس التقاطيع و نفس الكلمات و نفس ربطات العنق و نفس الترهات, سنين طويلة و الخطاب واحد, و الكذب واحد و العقلية واحدة رغم تغير الزمان و ظهور شباب وغياب كهول, رغم المدونات و القوانين و اللجنات و اللجينات, رغم ملامح التغيير و شعارات العهد الجديد, هناك شيء قوي داخلي, نزعة مدمرة لازالت تقبع داخل مسؤولينا و موظفيهم و أتباعهم.
لقد تعودنا على الخسارات الموجعة, صرنا نحيا بخيبة أمل دائمة تغشى وجوهنا, صرنا على حافة اليأس منسيين على هامش الحياة ننتظر أن تشرق شمسنا يوما بإرادات مختلفة و فكر متجدد و قيم تبني و لا تهدم, تفكر و تخطط و تسأل و تسائل, عوض أن تنهب و تعيث فسادا في الأرض و العباد.
موجة مطر عابرة تفضح السماسرة و اللصوص ممن يتعاقبون كمغتصبين جبناء على جسد الوطن كما ينهشون جسد امرأة وحيدة, ثم يبكونها و يرثون لحالها بشفقة مشبوهة و عزاء كاذب ثم ينصرفون دون حساب و لا عقاب.
لقد نجحت الطبيعة مرة أخرى في فضح عورات الوطن و كشف جراحه الخفية و عيوبه المغطاة, لكن لكل فعل ثمن..و الثمن غال دفعه كما هي العادة بسطاء العباد من أرواحهم و بيوتهم و صحتهم و أمان صغارهم.
تخيلوا معي للحظة أن تقضوا ليلة كاملة غارقين في مياه المطر تحاولون أن تنقذوا كتب صغاركم و كراريسهم المدرسية, تحاولوا أن تلموا أغراضكم و تلموا كرامتكم, تخيلوا معي عباد هم إخواننا يفترشون العراء خوفا من أن تصبح بيوتهم الهشة قبورا لهم, تخيلوا أطفالا خائفين مرتعدين يعانون و يتحملون و يقاومون بعناد شديد.
الناس يعيشون خوفا خفيا يوميا فيما أولئك الذين يطلون علينا من شاشات التلفزيون يبتسمون مطمئنين و كأن مسؤولية الأرواح أمرا مسليا, وكأن البلد ليس في حداد مفتوح على من توفوا نتيجة التقصير الفاضح في التعامل مع أي شيء و كل شيء..
نريدها سحابة مطر و ليس سحابة حزن, و نريدكم أن تصمتوا و تتوقفوا عن إمطارنا بتلك التصريحات الغبية التي لم يعد يصدقها أحد منذ زمن مضى, فنحن نرى و نسمع و نحس و نفكر و نحلل و ننتقد و ننتفض..فلا تستفزونا بنظراتكم الساذجة و صوتكم المتلعثم و كلامكم العاري من الصحة.
لقد مررت بطرقات دمرت و حفر مخيفة كأن زلزالا ضرب الدار البيضاء دون أن ندري, أحياء غرقت و منازل ظلت دون إضاءة لأيام, طرق مقطوعة و مواطنون تائهون ليس هناك لافتات و لا علامات و لا إخباريات على الإذاعات تخبر الناس بالطرقات المقطوعة كي يسهل تنقلهم, و كأن المدينة ليست في وضع المنكوب, وكأن هذه المجالس و الإدارات و المصالح و المديريات غير معنية بالكارثة, طبعا فقد تعودوا على الجلوس في مكاتبهم الدافئة كيف لهم أن ينزلوا من أبراجهم ليشعروا بالبرد و الخوف و التيه و الغضب و الحنق.
البيت وطن, ليس مجرد مأوى..وحين يغرق بيتك دون أن تجد من ينقذك تكتشف هشاشة بيتك و هشاشة وطنك..
وأمام جسامة ما وقع, و احتراما للأرواح التي رحلت, أتمنى أن يصمت مسؤولونا و أتباعهم و يرحمونا من تصريحاتهم المستفزة, أن يسكتوا..
اسكتوا..اخجلوا من أنفسكم.
كل سنة, كل مصاب, كل كارثة تطل علينا نفس الوجوه بنفس التقاطيع و نفس الكلمات و نفس ربطات العنق و نفس الترهات, سنين طويلة و الخطاب واحد, و الكذب واحد و العقلية واحدة رغم تغير الزمان و ظهور شباب وغياب كهول, رغم المدونات و القوانين و اللجنات و اللجينات, رغم ملامح التغيير و شعارات العهد الجديد, هناك شيء قوي داخلي, نزعة مدمرة لازالت تقبع داخل مسؤولينا و موظفيهم و أتباعهم.
لقد تعودنا على الخسارات الموجعة, صرنا نحيا بخيبة أمل دائمة تغشى وجوهنا, صرنا على حافة اليأس منسيين على هامش الحياة ننتظر أن تشرق شمسنا يوما بإرادات مختلفة و فكر متجدد و قيم تبني و لا تهدم, تفكر و تخطط و تسأل و تسائل, عوض أن تنهب و تعيث فسادا في الأرض و العباد.
موجة مطر عابرة تفضح السماسرة و اللصوص ممن يتعاقبون كمغتصبين جبناء على جسد الوطن كما ينهشون جسد امرأة وحيدة, ثم يبكونها و يرثون لحالها بشفقة مشبوهة و عزاء كاذب ثم ينصرفون دون حساب و لا عقاب.
لقد نجحت الطبيعة مرة أخرى في فضح عورات الوطن و كشف جراحه الخفية و عيوبه المغطاة, لكن لكل فعل ثمن..و الثمن غال دفعه كما هي العادة بسطاء العباد من أرواحهم و بيوتهم و صحتهم و أمان صغارهم.
تخيلوا معي للحظة أن تقضوا ليلة كاملة غارقين في مياه المطر تحاولون أن تنقذوا كتب صغاركم و كراريسهم المدرسية, تحاولوا أن تلموا أغراضكم و تلموا كرامتكم, تخيلوا معي عباد هم إخواننا يفترشون العراء خوفا من أن تصبح بيوتهم الهشة قبورا لهم, تخيلوا أطفالا خائفين مرتعدين يعانون و يتحملون و يقاومون بعناد شديد.
الناس يعيشون خوفا خفيا يوميا فيما أولئك الذين يطلون علينا من شاشات التلفزيون يبتسمون مطمئنين و كأن مسؤولية الأرواح أمرا مسليا, وكأن البلد ليس في حداد مفتوح على من توفوا نتيجة التقصير الفاضح في التعامل مع أي شيء و كل شيء..
نريدها سحابة مطر و ليس سحابة حزن, و نريدكم أن تصمتوا و تتوقفوا عن إمطارنا بتلك التصريحات الغبية التي لم يعد يصدقها أحد منذ زمن مضى, فنحن نرى و نسمع و نحس و نفكر و نحلل و ننتقد و ننتفض..فلا تستفزونا بنظراتكم الساذجة و صوتكم المتلعثم و كلامكم العاري من الصحة.
لقد مررت بطرقات دمرت و حفر مخيفة كأن زلزالا ضرب الدار البيضاء دون أن ندري, أحياء غرقت و منازل ظلت دون إضاءة لأيام, طرق مقطوعة و مواطنون تائهون ليس هناك لافتات و لا علامات و لا إخباريات على الإذاعات تخبر الناس بالطرقات المقطوعة كي يسهل تنقلهم, و كأن المدينة ليست في وضع المنكوب, وكأن هذه المجالس و الإدارات و المصالح و المديريات غير معنية بالكارثة, طبعا فقد تعودوا على الجلوس في مكاتبهم الدافئة كيف لهم أن ينزلوا من أبراجهم ليشعروا بالبرد و الخوف و التيه و الغضب و الحنق.
البيت وطن, ليس مجرد مأوى..وحين يغرق بيتك دون أن تجد من ينقذك تكتشف هشاشة بيتك و هشاشة وطنك..
وأمام جسامة ما وقع, و احتراما للأرواح التي رحلت, أتمنى أن يصمت مسؤولونا و أتباعهم و يرحمونا من تصريحاتهم المستفزة, أن يسكتوا..
اسكتوا..اخجلوا من أنفسكم.
هناك تعليق واحد:
bravo !! c'est joli
إرسال تعليق