تأملت طويلا شابة في بداية العمر جلست قبالة صمتي داخل القطار, تحدثني بحسرة عن الفرق الشاسع بين دراما الترك و دراما المغرب, وتُنوّه بأبطال تحفظ أسماءهم و تعرف أعمارهم و تتابع تفاصيل حياتهم باهتمام بالغ و بجدية لا توصف..
كانت تتحدث بسرعة.. تسأل و تجيب, تتفق و تعارض, تنفي و تؤكد و تنتقل من موضوع لآخر دون نقطة أو فاصلة. وكنت أسرح بتفكيري بعيدا أفكر في ما آل إليه حال شبابنا و أي اهتمامات صارت تشغلهم و أي همّ يحملون.
حينما أستحضر ما علق بذهني من صور و مواقف, أذكر أن الشباب المغربي في سنوات خلت كان عنوانا للتفوق و الجد و النجاح و الإحساس بالمسؤولية, كان التفوق الدراسي هو عنوان التميز و كانت المنافسة على أشدها حول القدرة على النقاش و قراءة أكبر عدد من الكتب و الدراسات و الدواوين و الإلمام بمختلف المدارس الفكرية و النظريات الفلسفية و الثورية, و التمكن من اللغة و التعبير بطلاقة, ومواكبة الأحداث الوطنية و الدولية بالتعليق و التحليل..كان لشبابنا رأي, صوت, عقل, أسلوب ورغبة في تجاوز الفقر و الصعاب في سبيل النجاح و التغيير, لذلك تسلحوا بالعلم و درسوا و صبروا و نجحوا و تفوقوا و ثاروا و سجنوا و عذبوا من أجل مغرب جديد.
الآن, وبعد كل هاته السنين..أين نحن من شباب الستينات و السبعينات؟
وما الذي يشغل بال شبيبتنا الغضة الطرية؟ جيل المسيرة كما يحلو للبعض تسميتنا..
الدراما التركية, السينما الأمريكية (و الهندية) , البطولة الإسبانية (و الإيطالية) الماركات العالمية..هذا كل شيء.
لا من يقرأ, و لا من يناقش و لا من يسأل, ولا من يهتم بهذا الوطن..استلاب كامل فكرا و هوية و لغة و شكلا و مضمونا. فالمدرسة استقالت من مهمتها التعليمية و الإعلام من وظيفته التثقيفية و البيت من سلطته التربوية و الحكومة من التزاماتها و مسؤولياتها و..و..و..لذلك ظل شبابنا عزل دون أسلحة, والنتيجة شباب ضعيف مستسلم و مهزوز الشخصية, لا يعول عليه, يثير الشفقة و يبعث على الخجل و ينذر بغذ متعثر.
كيف لجيل المسيرة أن يكون بهذا الوضع, وهذه الصفات..شباب متواكلون ضحايا سياسات و تجارب وقرارات جائرة, و تربية هجينة أنتجت أفرادا نشاز..لا يحترمون أحدا و لا يلقون التحية إلا ناذرا, ذكور كالإناث بشعر لامع وحلي و فتيات بأدمغة فارغة و أحلام بلا ألوان, لا يحسنون فعل شيء, تفكيرهم, منطقهم, مشيتهم, ضحكتهم, وجودهم.. إنها كارثة وطنية و بؤس لا يطاق ووضعية مستعجلة تتطلب التدخل السريع.
كانت الشابة لازالت تتكلم, لم تبلع لسانها و لو للحظة, حينما انتبهت إليها كانت تتحدث باهتمام و توتر عن تعليقات الفنانات المصريات عقب مباراة التخلف بين مصر و الجزائر.
تفحصت وجهها طويلا وسألتها : " أتعرفين من تكون المدعوة أمينتو حيدر؟"
فردت بعجل : "شي مغنية موريطانية, ياكي؟؟؟".
كانت تتحدث بسرعة.. تسأل و تجيب, تتفق و تعارض, تنفي و تؤكد و تنتقل من موضوع لآخر دون نقطة أو فاصلة. وكنت أسرح بتفكيري بعيدا أفكر في ما آل إليه حال شبابنا و أي اهتمامات صارت تشغلهم و أي همّ يحملون.
حينما أستحضر ما علق بذهني من صور و مواقف, أذكر أن الشباب المغربي في سنوات خلت كان عنوانا للتفوق و الجد و النجاح و الإحساس بالمسؤولية, كان التفوق الدراسي هو عنوان التميز و كانت المنافسة على أشدها حول القدرة على النقاش و قراءة أكبر عدد من الكتب و الدراسات و الدواوين و الإلمام بمختلف المدارس الفكرية و النظريات الفلسفية و الثورية, و التمكن من اللغة و التعبير بطلاقة, ومواكبة الأحداث الوطنية و الدولية بالتعليق و التحليل..كان لشبابنا رأي, صوت, عقل, أسلوب ورغبة في تجاوز الفقر و الصعاب في سبيل النجاح و التغيير, لذلك تسلحوا بالعلم و درسوا و صبروا و نجحوا و تفوقوا و ثاروا و سجنوا و عذبوا من أجل مغرب جديد.
الآن, وبعد كل هاته السنين..أين نحن من شباب الستينات و السبعينات؟
وما الذي يشغل بال شبيبتنا الغضة الطرية؟ جيل المسيرة كما يحلو للبعض تسميتنا..
الدراما التركية, السينما الأمريكية (و الهندية) , البطولة الإسبانية (و الإيطالية) الماركات العالمية..هذا كل شيء.
لا من يقرأ, و لا من يناقش و لا من يسأل, ولا من يهتم بهذا الوطن..استلاب كامل فكرا و هوية و لغة و شكلا و مضمونا. فالمدرسة استقالت من مهمتها التعليمية و الإعلام من وظيفته التثقيفية و البيت من سلطته التربوية و الحكومة من التزاماتها و مسؤولياتها و..و..و..لذلك ظل شبابنا عزل دون أسلحة, والنتيجة شباب ضعيف مستسلم و مهزوز الشخصية, لا يعول عليه, يثير الشفقة و يبعث على الخجل و ينذر بغذ متعثر.
كيف لجيل المسيرة أن يكون بهذا الوضع, وهذه الصفات..شباب متواكلون ضحايا سياسات و تجارب وقرارات جائرة, و تربية هجينة أنتجت أفرادا نشاز..لا يحترمون أحدا و لا يلقون التحية إلا ناذرا, ذكور كالإناث بشعر لامع وحلي و فتيات بأدمغة فارغة و أحلام بلا ألوان, لا يحسنون فعل شيء, تفكيرهم, منطقهم, مشيتهم, ضحكتهم, وجودهم.. إنها كارثة وطنية و بؤس لا يطاق ووضعية مستعجلة تتطلب التدخل السريع.
كانت الشابة لازالت تتكلم, لم تبلع لسانها و لو للحظة, حينما انتبهت إليها كانت تتحدث باهتمام و توتر عن تعليقات الفنانات المصريات عقب مباراة التخلف بين مصر و الجزائر.
تفحصت وجهها طويلا وسألتها : " أتعرفين من تكون المدعوة أمينتو حيدر؟"
فردت بعجل : "شي مغنية موريطانية, ياكي؟؟؟".
هناك تعليق واحد:
وضع كلنا نأسف له جميعاشباب ضائع إذا سألته عن شيء متعلق بثراته لايعرف له جوابا .ولكن إذا سألته عن أحد الممثلين التركيين فإنه سيجيبك بتفصيل.للأسف
إرسال تعليق