بشري إيجورك : مجلة نجمة
فأوجاعي الصغيرة لا أبوح بها للعابرين, لا أبتلعها مع أكواب القهوة و روائح السجائر الكريهة في الأماكن العامة و المقاهي المتراصة على جنبات الشوارع المكتظة, لا أعترف بها بسهولة, لا أحولها لقصص تراجيدية أرويها بخيبة.
لا تتعب نفسك و احتفظ بأسئلتك الملحة, فأنا بئر من الأسرار مدفونة بعناية و محفوظة ضد المتطفلين و المحبين و الحساد و العاشقين, أسراري ضقت بها ورميتها في وادي مهجور بمدينة لا أذكر اسمها ولا متى زرتها وإن كنت سأعرف طريقي إليها يوما.
لا تسألني عن البحر, ولم يتلقفني كلما ضاقت بي اليابسة, أشعر أنه لا ينتمي للأرض, وليس له علاقة بأهلها وبما يحدث بالمدن وحاراتها, ألجأ إليه بخطى متعبة و شكوى صامتة و حكايات كثيرة أقصها عليه وهو يرطم أمواجه بالصخر, ينعشني الهواء العذب المحمل برائحة الأسماك و الطحالب و الكائنات الغريبة القابعة في أعماقه الموحشة..قوة مغناطيسية تجذبني إليه, وتشدني للونه الساحر الممتد نحو السماء..
قليلا ما أتطلع للسقف, لست أدري لم؟
أفضل أن أغرق عيوني في بحر شاسع منفعل و متمرد..
لا تسألني عن الأصدقاء, فرفاقي يسقطون واحدا تلو الآخر في معارك الحياة, تفضحهم الأيام و تعريهم المواقف الحاسمة, وامتحانات الصداقة الصعبة, فقد اختبرتهم و اكتشفت كم أنا رخيصة في قلوبهم و أحاديث النميمة التي تجمعهم, كلما أحسست بآلام في رأسي و روحي, أعرف أنهم يقذفونني بحمم حسدهم و كرههم و فشلهم.
لا تسألني عن الأحلام, أحلام الليل و أحلام اليقظة, و أحلام الطفلة التي لم ترسم سوى الشمس المشرقة و الدمى المبتسمة و التنورات الجميلة و قوس قزح و القطة الصغيرة و قلوبا لونتها بالأصفر, ووجه الأم المبتسم بشعر أسود طويل و عيون كبيرة. طفلة لم تحلم سوى بالفرح و الحب و الحصان الأبيض الذي سيحملها ليجوب بها المدن الساحرة البعيدة, و يأخذها إلى حقول الحلوى و الشوكولاتة..
لا تسألني عنه..
فلم تعد تغريني سيرته و تبهرني كلماته ويربكني حضوره..
لا تسألني عن الحياة, إنها لعبة ورق أبطالها شيوخ يئسوا من العيش ومن طول النهار و قسوة الوحدة و الملل و المرض, جالسين تحت ظل شجرة ميتة في انتظار رحيل الشمس و ظهور القمر.
لا تسألني عن القمر و لا أين يختفي..
لا تحاصرني بالأسئلة..
لا تتعب نفسك و احتفظ بأسئلتك الملحة, فأنا بئر من الأسرار مدفونة بعناية و محفوظة ضد المتطفلين و المحبين و الحساد و العاشقين, أسراري ضقت بها ورميتها في وادي مهجور بمدينة لا أذكر اسمها ولا متى زرتها وإن كنت سأعرف طريقي إليها يوما.
لا تسألني عن البحر, ولم يتلقفني كلما ضاقت بي اليابسة, أشعر أنه لا ينتمي للأرض, وليس له علاقة بأهلها وبما يحدث بالمدن وحاراتها, ألجأ إليه بخطى متعبة و شكوى صامتة و حكايات كثيرة أقصها عليه وهو يرطم أمواجه بالصخر, ينعشني الهواء العذب المحمل برائحة الأسماك و الطحالب و الكائنات الغريبة القابعة في أعماقه الموحشة..قوة مغناطيسية تجذبني إليه, وتشدني للونه الساحر الممتد نحو السماء..
قليلا ما أتطلع للسقف, لست أدري لم؟
أفضل أن أغرق عيوني في بحر شاسع منفعل و متمرد..
لا تسألني عن الأصدقاء, فرفاقي يسقطون واحدا تلو الآخر في معارك الحياة, تفضحهم الأيام و تعريهم المواقف الحاسمة, وامتحانات الصداقة الصعبة, فقد اختبرتهم و اكتشفت كم أنا رخيصة في قلوبهم و أحاديث النميمة التي تجمعهم, كلما أحسست بآلام في رأسي و روحي, أعرف أنهم يقذفونني بحمم حسدهم و كرههم و فشلهم.
لا تسألني عن الأحلام, أحلام الليل و أحلام اليقظة, و أحلام الطفلة التي لم ترسم سوى الشمس المشرقة و الدمى المبتسمة و التنورات الجميلة و قوس قزح و القطة الصغيرة و قلوبا لونتها بالأصفر, ووجه الأم المبتسم بشعر أسود طويل و عيون كبيرة. طفلة لم تحلم سوى بالفرح و الحب و الحصان الأبيض الذي سيحملها ليجوب بها المدن الساحرة البعيدة, و يأخذها إلى حقول الحلوى و الشوكولاتة..
لا تسألني عنه..
فلم تعد تغريني سيرته و تبهرني كلماته ويربكني حضوره..
لا تسألني عن الحياة, إنها لعبة ورق أبطالها شيوخ يئسوا من العيش ومن طول النهار و قسوة الوحدة و الملل و المرض, جالسين تحت ظل شجرة ميتة في انتظار رحيل الشمس و ظهور القمر.
لا تسألني عن القمر و لا أين يختفي..
لا تحاصرني بالأسئلة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق