الاثنين، 14 يوليو 2008

الحب عناق روحين ..

قالت له : أتركني بـســلام ..
لست جديرا بي، أرميك بالورود و تقذفني بالحجارة، أغازلك و تهجيني، أبتسم لسماعك و تعبس لرؤياي، أناديك و لا ترد، أسحبك من حزنك و تستكثر على شفاهي البسمة ..
إما أنك لم تتعرف على كثير من النساء أو أنك تحتقر الأنوثة، أو أن قلبك أبكم.. أو ربما تعودت على قصص حب عابرة تسأمها و تبدأ أخرى و تخرج من كل واحدة كما دخلت ..
أحببتك لأنني أكره الرجال الزائغي النظرات ..
و كرهتك لأنني أحب الرجال الذين يحترمون الأنوثة..
لست خبيرا بعواطف النساء، و لست جديرا بنور عيوني و لا نغمة صوتي و لا دموعي.. دموعي أثمن من أن أذرفها من أجلك.. فقد كسرت قيودي و تمردت روحي على جفائك..
فاتركني بســلام..
كم تمنيت أن أكتشف فيك رجلا آخر غير الذي عرفته، رجل بابتسامة أخرى و حقيقة أخرى ووجه آخر..
بسر ما يكمن في أعماقك .
بيننا جسر خفي من الشوق و الحب العنيد المكابر و الصمت المخيف، في سمائنا غيم يرفض الرحيل، و جسدينا مكبلين و روحنا مقيدة و فلسفتك في تعذيبي بدائية..
أعلم ما يدور في ذهنك دون سؤال، يغيظني صمتك، تحيرني قسوتك، يؤرقني تجاهلك حزني ..
حب زائف ذاك الذي يقود إلى اليأس و الحزن و الشقاء و الكآبة..
فاتركني بسلام..
حبنا يحتضر لأنني حطام امرأة و أنت صخري المشاعر.. و لأني أفضل أن أكمل قصتنا وحدي، فلا يهمني أن أخسرك كي أربح نفسي، و لا يهمك أن أرحل ..
لست جديرا بي، لأن ملامحك حيادية، لا تعبير فيها و لا خصوصية، و لأنني أكلم إنسانا غريبا يرد بحركة آلية و يغلق آذانه كي لا يسمع روحي تناديه، ألما و مرضا و شوقا و حاجة و سؤالا و بعدا و ضجرا و حبا ..
ليست لنا ذكريات مشتركة أستأنس بها، و لا آمال مشتركة أتعلق بها، و لا أحلام و لا أسفار و لا أفراح و لا قبل..
لا شيء سوى الحزن و الأسى و الصمت ..
فاتركني بسلام..
و لأنك لست جديرا بي أشكوك لنفسك ,فالحلم قد انتهى.. لن أقف بلا حراك أتأملك تهزأ بي .. ففي قلبي أكثر مما على لساني, و ألمي عظيم، و خيبتي كبيرة و كبريائي ذليل..
ظل هو صامتا .. كان حطام رجل .. و كنت انا في ورطة ..
ما إن رن هاتفي حتى تصنعت الاستعجال و غادرت المكان فلحق بي ظلي, لم أنتبه من كان يسبق الآخر إلا أني سارعت الخطى كي لا أحشر في هذا الاقتتال البارد ..
دخلت غرفتي لأنفرد بنفسي، كان رأسي يضج بالأفكار و كنت أسمع صدى أصوات لا معنى لها، لا أحدد منها سوى "أتركني بسلام"..
فتحت النافذة، أطفال كثر يلعبون، صراخ و عراك و تحد.. أحب الأحياء الملأى بالصغار، أحسها حية تنبض طفولة و أملا و سعادة ..
لو سألتني صديقتي أن أعلق على ما قالت , لما وجدت جوابا..
الحب ليس قبلة أحمر شفاه نرسمها على منذيل ..
الحب ليس كلمة نخطها على ظهر هدية ..
الحب ليس موعدا لعاشقين لا مأوى لهما ..
الحب نداء قلبين لبعضهما ..
صوت تنتظره كما لم تنتظر مسافرا من قبل ..
حضن يدفئك كما لم تدفئك شمس الصيف يوما ..
عيون تحمل كل أحلامك و أسرارك و ماضيك و حاضرك و أفراحك و جنونك و رغباتك و نجاحاتك..
حضور يؤثث كل شيء , ألوانا و نجوما و عطورا و ندى دافئا, إسما تأكل على شرفه، تضحك على شرفه, تحيا على شرفه , طريقا تدمنها لرؤيته , هاتفا تلازمه لسماع همسه..
وطنا آخر تعلن الانتماء له دون خيانة ..
هو ذا الحب .. ما عاداه وهم و وضاعة, رباط مسموم مميت,و علاقة شاذة ..
الحب " أريد أن أراك" "اشتقت لك" " اعتن بنفسك " " كيف كان يومك " " أتحتاج شيئا " " تمنيت لو كنت هنا " " تمنيت أن أتجول في هذه المدينة برفقتك، أن أنفرد بك.. أن أروي أنانيتي من جمالك، ابتسامتك، حنانك و همسك"..
الحب شعور يومي، إحساس متجدد، سلوك عفوي، لسان ينطق شعرا.. عيونا تلمع شوقا.. خدود تحمر خجلا و ارتباكا .. ثقة متبادلة، احترام لا مشروط.. لمسة تذهب الهواجس.. حضن كالملجأ, لا ملاذ لك سواه..
الحب التحام الحواس في التعلق بكائن , ثوب تختارينه دون غيره, حلق أذن ،خاتم ,تسريحة شعر ..
حذاء بكعب عال يرفعك تواضعا ..
الحب رائحة غامضة ,غيرة مشتعلة ..يد ترفع خصلة الشعر عن وجهك , هدية تجوبين اكبر الاسواق بحثا عليها
لأنها له ,له وحده ..
الحب عناق روحين و كفى ..

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

وانت رائعة وكفى