السبت، 13 مارس 2010

للرجال فقط

بقلم المبدعة : بشرى إيجورك
في عيد المرأة العالمي، اخترت أن أختفي بالرجل...
وطبعا، ليس بكل الرجال، فقط من يحملون منهم وسام الرجولة الفخري والذي لا تمنحه غير النساء.
فقط أولئك الذين يؤتمنون على الأنوثة يحترمونها ويقدرونها ويحمونها..
تلك الرجولة التي تبدد الخوف وتربك الحواس، تحرج وتبهر وتتحرش في صمت..دون أن تبوح بشيء.
تلك الرجولة التي تكسر العزلة وتبعث الدفء، وترسل ذبذبات حسية لا تقرأ إلا صمتا، ولا تسمع إلا خفقانا ورجفة، ولا ترى إلا بجفون مطبقة.
ذاك الحضور الجميل المطمئن لصوت تدمنه، تصحو روحك كل يوم للقائه وسماعه واكتشافه.. علك تفهم سر الفراغ الذي يزرعه الاشتياق.
فالرجولة واحة مليئة بالأحلام..
لغز لا داعي لفك رموزه..
تيه لا عودة منه..
الرجولة سؤال الأنوثة المحير الأبدي.. كالحب والزمن والوهم والروح والسراب.
هناك رجال بجدارة وامتياز وإنسانية، فلسفتهم في التعامل مع المرأة عذبة ونبيلة وذكية، أولئك الذين استوعبوا أن لا رجولة مكتملة دون قداسة الأنوثة، لذلك أحبوا المرأة وشاركوها الحياة بفصولها وتقلباتها وخساراتها وانتصاراتها..احترموها وخاطبوا عقلها وأحاسيسها قبل جسدها..
لم ينتقصوا من قدرها ولم يخذلوها ويعبثوا بمشاعرها ويدوسوا على قلبها ويستبيحوا روحها، أحبوها برقي، بكبرياء، بسمو، بعاطفة قوية حقيقية وصادقة..
عاملوها..برجولة.
فلا رجولة دون صدق ووفاء وكرامة وكبرياء..
لا رجولة مع الكذب وانعدام المسؤولية والجبن والإدعاء..
لا وسام على صدر ينبض ظلما وحقدا وجبروتا وقسوة، وما من أنثى تحتفي بأنصاف الرجال أو أشباههم.
هناك سوء فهم وعداء كبير ينمو ويكبر بين الجنسين كأنهما في حرب مفتوحة، فيما هي معركة خاسرة حزينة يسقط خلالها الخصمان ضحية العنف والكره والاستفزاز وكل الأحاسيس المرضية من غيرة وكذب واستغلال ونفاق، كل أسلحته وذخائره فيما الحب واللطف والتفاهم و الاحترام أجمل بكثير، فالحياة ليست بالهينة ، تكفينا مآسيها وأحزانها ودموعها وآلامها الخفية..
تكفينا أقدارها المكتوبة..
لذلك أحب الأعياد مهما كانت سخيفة لأنها تذكرني بفرحة الطفولة، بالضيوف والحلوى والقطعة النقدية، تذكرني بمن أحببتهم ورحلوا، وبمن لا زالوا واختفوا.. تذكرني بالهدايا.
لذلك أهدي عيد النساء الرمزي للرجال..للاحتفاء بما تبقى من رجولة.

ليست هناك تعليقات: