لن أنهي سلسلة خواطري بالمقارنة بين كوكب اليابان و الكواكب المتخلفة الأخرى كما فعل "أحمد الشقيري" و الذي خصص ثلاثين حلقة من برنامجه لرصد أرقى و أبلغ صور احترام كرامة الإنسان باليابان و لتقديم نموذج يحتدى به في المواطنة و الاعتزاز بالانتماء و القيم و الهوية, لكنني سأقارن بين ما يسمى عندنا بالأعمال الرمضانية و بين ما تقدمه الفضائيات الأخرى..
لا أحد يجادل في أن سلاح الحاضر هو الصورة و الإعلام, و بأن الفضائيات عوّضت إلى حد كبير الصواريخ العابرة للقارات حيث أصبحت القنوات تغزو البيوت من كافة أقطار العالم تحمل معها سياساتها و مخططاتها و فكرها و لغاتها, ولا أعتقد أن هناك من لم يُسلّم بأننا "خارج التغطية" و بأن إعلامنا شبيه بتلك الرماح الخشبية التي كان يتحارب بها العباد أيام الجاهلية, إذ لم تستطع قنواتنا أن تصيب أهدافا بسيطة على مرمى البصر, فكيف لها أن تسافر و تطير و تغزو..مستحيل.
منذ سنين و نحن نجتر نفس الكلام, نقيم الدنيا و نقعدها بعد أول أسبوع من رمضان, ثم بعد ذلك يأتي الصمت الذي يعقب الهجوم, والجناة لا يحملون وزر أخطائهم بل بالعكس تماما يعدونك بجزء ثان كأن شيئا لم يكن, وكأن هذا السخط الجماهيري الكبير لا يعنيهم مطلقا, وكأن هذا الاستياء الذي بلغ صيته كل الأقطار العربية لا يخصهم في شيء, لأنهم ببساطة شرذمة من المتاجرين بقيم الوطن و بصورته و بفنانيه و جمهوره, فيما الداء واضح و أسبابه مشخصة و قد استشرى في الجسد الفني و الإعلامي كورم خبيث و يتطلب الاستعجال باستئصاله من جذوره.
هناك منتجين شرفاء يشتغلون بمهنية و احترافية و يحترمون ذوق المشاهد و ذكاءه وهم قلة قليلة, وهناك الكثير من الطفيليين الذين يدّعون الإنتاج مهنة, فيما يحترفون السرقة باسم الفن و الإبداع, لن يملوا أبدا من تقديم أعمال رخيصة مهينة و ساذجة من أجل الربح المادي على حساب إعلامنا و فنانينا الشرفاء و من جيوبنا نحن دافعي الضرائب.
كل من هب ودب أصبح يدعي الإنتاج, أشخاص لا ذوق لهم و لا مستوى ثقافي و لا رؤية إبداعية, ماذا تنتظرون منهم ففاقد الشيء لا يعطيه, رصيدهم "الجّبهة و الشكارة" يستخدمون كل ضروب الدهاء كي يسطوا على أكبر مبلغ ممكن مما تمنحه القناتين من مال وفير لإنتاج أعمال جيدة, لذلك ينادون على ممثلين أشباح عوض الفنانين المحترفين اقتصادا للأجر لأن الفنان الذي يحترم اسمه و فنه يطالب بأجر محترم و ظروف عمل احترافية, لكن الطفيلي يقبل بالفتات و يصمت, نفس الاحتيال بالنسبة للسيناريو فأنا شخصيا لم أشاهد منذ زمن أسماء محترفي الكتابة في هذه البلاد تُغْني جنيريك عمل ما من هاته الأعمال التي تدعي الاعتماد على محترفات للكتابة, لدينا كتاب متمرسين و متمكنين أين هم؟ أين هو المبدع يوسف فاضل و الكاتب علي الأصمعي و أحمد الطاهري الإدريسي و جيهان البحار و رشيد العروسي و غيرهم كثر..لماذا لا توجد أعمال تحمل توقيعاتهم؟ الرد بديهي.هذا التهميش المقصود و الاحتيال العلني لا يخص فقط الكتابة و التمثيل بل كل مكونات العمل الفني من ديكور و ملابس و إخراج و تصوير..لذلك ننتج أعمالا كالمسخ بدون طعم و لا ذوق و لا هوية كأننا شعب تافه بلا مواهب, فيما الأمر كان سيحسم منذ زمن بعيد لو أسندت الأمور إلى أهلها وراقبت القناتين سير الإنتاج و حاسبت كل من تعهد بتأمين الفرجة و الجودة و الرقي, فيما لم يُؤَمن سوى سيارته الفخمة و بيته الفسيح و شركات إنتاج تكبر في لمح البصر.
في الوقت الذي تتنافس القنوات العربية في تقديم أجود أعمالها و أكبر فنانيها و أحسن كتابها, يتنافس "منتجونا" على صنع التفاهة و تقديم الرداءة في أبشع صورها..و في الوقت التي تستغل فيه الأمم الأعمال الدرامية للتعريف بتاريخها و مناضليها و إحياء أمجادها و إيقاظ حب الوطن بأفئدة مواطنيها (باب الحارة نموذجا) تزداد الهوة بين المغربي وفنه و قيمه و ثقافته و إعلامه, و يكبر الشرخ و يتعمق.
لقد صرح المخرج العالمي "مصطفى العقاد" قبل سنين حينما سئل عن "الرسالة" و "عمر المختار" قائلا : "قبل أن تنجز أي عمل فني يجب أن تسأل نفسك من هو جمهورك, و ماذا تريد أن تقول".
ترى من هو جمهورهم؟ وماذا يريدون أن يقولوا؟
وأضاف متحدثا عن تخلف الأمة: "احنا المرض منّا وْفينا"و الله لقد صدق.
لا أحد يجادل في أن سلاح الحاضر هو الصورة و الإعلام, و بأن الفضائيات عوّضت إلى حد كبير الصواريخ العابرة للقارات حيث أصبحت القنوات تغزو البيوت من كافة أقطار العالم تحمل معها سياساتها و مخططاتها و فكرها و لغاتها, ولا أعتقد أن هناك من لم يُسلّم بأننا "خارج التغطية" و بأن إعلامنا شبيه بتلك الرماح الخشبية التي كان يتحارب بها العباد أيام الجاهلية, إذ لم تستطع قنواتنا أن تصيب أهدافا بسيطة على مرمى البصر, فكيف لها أن تسافر و تطير و تغزو..مستحيل.
منذ سنين و نحن نجتر نفس الكلام, نقيم الدنيا و نقعدها بعد أول أسبوع من رمضان, ثم بعد ذلك يأتي الصمت الذي يعقب الهجوم, والجناة لا يحملون وزر أخطائهم بل بالعكس تماما يعدونك بجزء ثان كأن شيئا لم يكن, وكأن هذا السخط الجماهيري الكبير لا يعنيهم مطلقا, وكأن هذا الاستياء الذي بلغ صيته كل الأقطار العربية لا يخصهم في شيء, لأنهم ببساطة شرذمة من المتاجرين بقيم الوطن و بصورته و بفنانيه و جمهوره, فيما الداء واضح و أسبابه مشخصة و قد استشرى في الجسد الفني و الإعلامي كورم خبيث و يتطلب الاستعجال باستئصاله من جذوره.
هناك منتجين شرفاء يشتغلون بمهنية و احترافية و يحترمون ذوق المشاهد و ذكاءه وهم قلة قليلة, وهناك الكثير من الطفيليين الذين يدّعون الإنتاج مهنة, فيما يحترفون السرقة باسم الفن و الإبداع, لن يملوا أبدا من تقديم أعمال رخيصة مهينة و ساذجة من أجل الربح المادي على حساب إعلامنا و فنانينا الشرفاء و من جيوبنا نحن دافعي الضرائب.
كل من هب ودب أصبح يدعي الإنتاج, أشخاص لا ذوق لهم و لا مستوى ثقافي و لا رؤية إبداعية, ماذا تنتظرون منهم ففاقد الشيء لا يعطيه, رصيدهم "الجّبهة و الشكارة" يستخدمون كل ضروب الدهاء كي يسطوا على أكبر مبلغ ممكن مما تمنحه القناتين من مال وفير لإنتاج أعمال جيدة, لذلك ينادون على ممثلين أشباح عوض الفنانين المحترفين اقتصادا للأجر لأن الفنان الذي يحترم اسمه و فنه يطالب بأجر محترم و ظروف عمل احترافية, لكن الطفيلي يقبل بالفتات و يصمت, نفس الاحتيال بالنسبة للسيناريو فأنا شخصيا لم أشاهد منذ زمن أسماء محترفي الكتابة في هذه البلاد تُغْني جنيريك عمل ما من هاته الأعمال التي تدعي الاعتماد على محترفات للكتابة, لدينا كتاب متمرسين و متمكنين أين هم؟ أين هو المبدع يوسف فاضل و الكاتب علي الأصمعي و أحمد الطاهري الإدريسي و جيهان البحار و رشيد العروسي و غيرهم كثر..لماذا لا توجد أعمال تحمل توقيعاتهم؟ الرد بديهي.هذا التهميش المقصود و الاحتيال العلني لا يخص فقط الكتابة و التمثيل بل كل مكونات العمل الفني من ديكور و ملابس و إخراج و تصوير..لذلك ننتج أعمالا كالمسخ بدون طعم و لا ذوق و لا هوية كأننا شعب تافه بلا مواهب, فيما الأمر كان سيحسم منذ زمن بعيد لو أسندت الأمور إلى أهلها وراقبت القناتين سير الإنتاج و حاسبت كل من تعهد بتأمين الفرجة و الجودة و الرقي, فيما لم يُؤَمن سوى سيارته الفخمة و بيته الفسيح و شركات إنتاج تكبر في لمح البصر.
في الوقت الذي تتنافس القنوات العربية في تقديم أجود أعمالها و أكبر فنانيها و أحسن كتابها, يتنافس "منتجونا" على صنع التفاهة و تقديم الرداءة في أبشع صورها..و في الوقت التي تستغل فيه الأمم الأعمال الدرامية للتعريف بتاريخها و مناضليها و إحياء أمجادها و إيقاظ حب الوطن بأفئدة مواطنيها (باب الحارة نموذجا) تزداد الهوة بين المغربي وفنه و قيمه و ثقافته و إعلامه, و يكبر الشرخ و يتعمق.
لقد صرح المخرج العالمي "مصطفى العقاد" قبل سنين حينما سئل عن "الرسالة" و "عمر المختار" قائلا : "قبل أن تنجز أي عمل فني يجب أن تسأل نفسك من هو جمهورك, و ماذا تريد أن تقول".
ترى من هو جمهورهم؟ وماذا يريدون أن يقولوا؟
وأضاف متحدثا عن تخلف الأمة: "احنا المرض منّا وْفينا"و الله لقد صدق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق