الاثنين، 10 نوفمبر 2008

الحلم البديل

إلى رشيد نيني
كتب رشيد يوم الخميس يقول: «اليوم نقف مجبرين، كالثور المطعون وسط الحلبة، لا منهزمين ولا مرتجفين، بل لكي نستدير أمامكم... كي تروا هذا الظهر المطعون بأكثر من سكين... لكي تروا الجراح السرية والنزيف الداخلي الذي نكابده يوميا بصبر وكبرياء»، وإذ ندرك عدد المعارك الباردة و»الساخنة» التي خاضتها «المساء» بسلاح القلم والكلمة والحقيقة منذ صدورها، لنا أن نقدر حجم الجراح التي تثخن جسد جنودها الصامدين، وأعتقد أن قدرنا في هذا الوطن أن نحصد ثمار حبنا له وإخلاصنا لترابه باقة شوك تدمي أناملنا وأفئدتنا.
التاريخ لم يكن يوما منصفا، ولا الأوطان.. لذلك كلما تربصت بك المصائب تسلح، كما فعلت دائما، بالأمل والإيمان والصبر والقيم، فأنت لم تعتد خيبة الأمل ومن الصعب أن تصدم أو تركع، لا أحب أن أراك تخر كثور مخذول، ولن ترقص رقصة الديك الأخيرة، ستظل كما كنت دائما شامخا، قويا، مكابرا، سليما ومعافى بإذن الله، رغم طعنات الخناجر في الأزقة المظلمة ورغم الطعنات اللامرئية من الأصدقاء قبل الأعداء، لن يضيق بك الوطن ولا الخرائط، ولن ترفع راية الاستسلام.. أبدا.
المحنة توحد بين جنود «المساء» وقرائها، تضامن غريزي لا مشروط يجمع كل محبيها وكل من آمنوا برسالتها وثورتها السلمية، وكل من احتضن صحفييها وكتابها بالحب والتقدير والاحترام والمودة.. حضورك مقلق وقلمك مرعب وصمتك ثقيل، لذلك فأنت مستهدف من دعاة الشر والهدم، وكل أسرة «المساء» شوكة مزعجة مؤلمة في أقدام اللصوص والخونة والمرتزقة.
لذلك لن تخسروا شيئا مادمتم قد ربحتم أنفسكم، ومادمتم تدركون منذ أن اجتمعتم تؤسسون «المساء» أنكم تمشون في طريق طويل، ضيق، مخيف ومزدحم.. حينما ستدركون عمق الخسارة التي ستلحق قراء «المساء» إن أنتم انسحبتم، لابد أنكم ستبيعون قطرات من دمائكم لتحيى «المساء»، لأنها الحلم البديل الذي راود المغاربة منذ سنين، فلا تتركوهم يجهزون عليه. رشيد، لقد اخترت أصعب الطرق لتظفر بمرادك، وحققت أحلاما عصية، ولم يتسلل الخوف يوما إلى أعماقك، ولم تتعطل حواسك.. لذلك لن تكون النهاية هكذا، لأنك تعرف كيف تبدأ من جديد..
حينما ستستعرض حياتك الماضية، ستدرك كم من المحن تجاوزت لوحدك، ونحن الآن أسرة كبيرة اسمها «المساء» لذلك لن نقبل بهذه الإبادة الجماعية.. أنتم رجال أحرار سلاحكم القلم..
أنتم تكتبون التاريخ بأقلامكم وأرواحكم وقطرات الدم المنسابة من جراحكم..
لذلك لا تتحسروا على شيء، لا تندموا ولا تنتحبوا، فقدركم أن تكونوا
الحلم البديل.

ليست هناك تعليقات: